كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال: كان اسم كبش إبراهيم؛ جرير.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال له رجل: نذرت لأنحرن نفسي فقال ابن عباس رضي الله عنهما {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} [الأحزاب: 21] ثم تلا {وفديناه بذبحٍ عظيم} فأمره بكبش، فذبحه.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من نذر أن يذبح نفسه فليذبح كبشًا، ثم تلا {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}.
وأخرج الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه «لما فدى الله إسحاق من الذبح، أتاه جبريل عليه السلام، فقال: يا إسحاق إنه لم يصبر أحد من الأولين والآخرين، يشهد أن لا إله إلا الله فاغفر له. سبقني أخي إسحاق عليه السلام إلى الدعوة».
{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)}.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وبشرناه بإسحاق نبيًا من الصالحين} قال: إنما بشر به نبيًا حين فداه الله من الذبح، ولم تكن البشارة بالنبوة حين مولده.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وبشرناه بإسحاق} قال: بشرى نبوة. بشر به مرتين، حين ولد. وحين نبىء.
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال: قلت لابن المسيب {وفديناه بذبحٍ عظيم} هو إسحاق؟ قال معاذ الله..! ولكنه إسماعيل عليه السلام، فثوب بصبره إسحاق.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وبشرناه بإسحاق نبيًا} قال: بشر به بعد ذلك نبيًا. بعدما كان هذا من أمره، لما جاد لله بنفسه {وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين} أي مؤمن، وكافر. وفي قوله: {ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم} أي من آل فرعون {وآتيناهما الكتاب المستبين} قال: التوراة {وهديناهما الصراط المستقيم} قال: الإِسلام {وتركنا عليهما في الآخرين} قال: أبقى الله عليهما الثناء الحسن في الآخرين.
{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123)}.
أخرج ابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وإن إلياس لمن المرسلين} الآيات. قال: إنما سمي بعلبك لعبادتهم البعل، وكان موضعهم البدء، فسمي بعلبك.
وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {وإن إلياس} قال: إن الله تعالى بعث إلياس إلى بعلبك، وكانوا قومًا يعبدون الأصنام، وكانت ملوك بني إسرائيل متفرقة على العامة، كل ملك على ناحية يأكلها، وكان الملك الذي كان إلياس معه يقوم له أمره ويقتدي برأيه، وهو على هدي من بين أصحابه، حتى وقع إليهم قوم من عبدة الأصنام فقالوا له: ما يدعوك إلا إلى الضلالة والباطل، وجعلوا يقولون له: أعبد هذه الأوثان التي تعبد الملوك، وهم على ما نحن عليه؛ يأكلون، ويشربون، وهم في ملكهم يتقلبون، وما تنقص دنياهم من ربهم الذي تزعم أنه باطل، وما لنا عليهم من فضل.
فاسترجع إلياس، فقام شعر رأسه وجلده، فخرج عليه إلياس. قال الحسن رضي الله عنه: وإن الذي زين لذلك الملك امرأته، وكانت قبله تحت ملك جبار، وكان من الكنعانيين في طول، وجسم، وحسن، فمات زوجها، فاتخذت تمثالًا على صورة بعلها من الذهب، وجعلت له حدقتين من ياقوتتين، وتوجته بتاج مكلل بالدر والجوهر، ثم أقعدته على سرير، تدخل عليه فتدخنه، وتطيبه، وتسجد له، ثم تخرج عنه، فتزوجت بعد ذلك هذا الملك الذي كان إلياس معه، وكانت فاجرة، قد قهرت زوجها، ووضعت البعل في ذلك البيت، وجعلت سبعين سادنا، فعبدوا البعل، فدعاهم إلياس إلى الله، فلم يزدهم ذلك إلا بعدًا.
فقال إلياس: اللهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك، وعبادة غيرك، فغير ما بهم من نعمتك، فأوحى الله إليه: إني قد جعلت أرزاقهم بيدك. فقال: اللهم أمسك عنهم القطر ثلاث سنين، فأمسك الله عنهم القطر، وأرسل إلى الملك فتاه اليسع، فقال: قل له إن إلياس يقول لك أنك اخترت عبادة البعل على عبادة الله، واتبعت هوى امرأتك، فاستعد للعذاب والبلاء، فانطلق اليسع، فبلغ رسالته للملك، فعصمه الله تعالى من شر الملك، وأمسك الله عنهم القطر، حتى هلكت الماشية، والدواب، وجهد الناس جهدًا شديدًا.
وخرج إلياس إلى ذروة جبل، فكان الله يأتيه برزقه، وفجر له عينًا معينًا لشرابه وطهوره، حتى أصاب الناس الجهد، فأرسل الملك إلى السبعين، فقال لهم: سلوا البعل أن يفرج ما بنا، فأخرجوا أصنامهم، فقربوا لها الذبائح، وعطفوا عليها، وجعلوا يدعون حتى طال ذلك بهم، فقال لهم الملك: إن إله إلياس كان أسرع إجابة من هؤلاء، فبعثوا في طلب إلياس، فأتى فقال: أتحبون أن يفرج عنكم؟ قالوا: نعم.
قال: فاخرجوا أوثانكم، فدعا إلياس عليه السلام ربه أن يفرج عنهم، فارتفعت سحابة مثل الترس. وهم ينظرون، ثم أرسل الله عليهم المطر، فأغاثهم، فتابوا ورجعوا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عن ابن مسعود قال {إلياس} هو إدريس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: كان يقال أن {إلياس} هو إدريس عليه السلام.
وأخرج ابن عساكر عن كعب رضي الله عنه قال: أربعة أنبياء اليوم أحياء. اثنان في الدنيا. إلياس، والخضر. واثنان في السماء: عيسى، وإدريس.
وأخرج ابن عساكر عن ابن شوذب رضي الله عنه قال: الخضر عليه السلام من وفد فارس، وإلياس عليه السلام من بني إسرائيل، يلتقيان كل عام بالموسم.
وأخرج ابن عساكر عن وهب رضي الله عنه قال: دعا إلياس عليه السلام ربه أن يريحه من قومه، فقيل له: انظر يوم كذا وكذا فإذا هو بشيء قد أقبل على صورة فرس، فإذا رأيت دابة لونها مثل لون النار فاركبها، فجعل يتوقع ذلك اليوم، فإذا هو بشيء قد أقبل على صورة فرس، لونه كلون النار، حتى وقف بين يديه، فوثب عليه، فانطلق به، فكان آخر العهد به، فكساه الله الريش، وكساه النور، وقطع عنه لذة المطعم والمشرب، فصار في الملائكة عليهم السلام.
وأخرج ابن عساكر عن الحسن رضي الله عنه قال: إلياس عليه السلام موكل بالفيافي. والخضر عليه السلام بالجبال، وقد أعطيا الخلد في الدنيا إلى الصيحة الأولى، وإنهما يجتمعان كل عام بالموسم.
وأخرج الحاكم عن كعب رضي الله عنه قال: كان إلياس عليه السلام صاحب جبال وبرية، يخلو فيها يعبد ربه عز وجل، وكان ضخم الرأس، خميص البطن، دقيق الساقين، في صدره شامة حمراء، وإنما رفعه الله تعالى إلى أرض الشام، لم يصعد به إلى السماء، وهو الذي سماه الله ذا النون.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخضر هو إلياس».
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في الدلائل وضعفه عن أنس رضي الله عنه قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا منزلًا، فإذا رجل في الوادي يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة، المغفورة، المثاب لها، فاشرفت على الوادي، فإذا طوله ثلثمائة ذراع وأكثر. فقال: من أنت؟ قلت: أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين هو؟ قلت: هو ذا يسمع كلامك قال: فأته وأقرئه مني السلام، وقل له أخوك إلياس يقرئك السلام. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فجاء حتى عانقه، وقعدا يتحدثان فقال له: يا رسول الله إني آكل في كل سنة يومًا، وهذا يوم فطري، فكل أنت وأنا، فنزلت عليهما مائدة من السماء، وخبز، وحوت، وكرفس، فأكلا وأطعماني، وصليا العصر، ثم ودعني وودعه، ثم رأيته مر على السحاب نحو السماء قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد، وقال الذهبي: بل هو، موضوع، قبح الله من وضعه. قال: وما كنت أحسب، ولا أجوِّز، أن الجهل يبلغ بالحاكم أن يصحح هذا».
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {أتدعون بعلًا} قال: صنمًا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {أتدعون بعلًا} قال: ربًا.
وأخرج ابن أبي حاتم وإبراهيم الحربي في غريب الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أنه أبصر رجلًا يسوق بقرة، فقال: من بعل هذه؟ فدعاه فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل اليمن. فقال: هي لغة {أتدعون بعلًا} أي ربًا.
وأخرج ابن الأنباري عن مجاهد رضي الله عنه؛ استام بناقة رجل من حمير فقال له: أنت صاحبها؟ قال: أنا بعلها، فقال ابن عباس {أتدعون بعلًا} أتدعون ربًا. ممن أنت؟ قال: من حمير.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال: مر رجل يقول: من يعرف البقرة؟ فقال رجل: أنا بعلها فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: تزعم أنك زوج البقرة؟ قال الرجل: أما سمعت قول الله {أتدعون بعلًا وتذرون أحسن الخالقين} قال: تدعون بعلًا، وأنا ربكم فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: صدقت.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {أتدعون بعلًا} قال: ربًا بلغة ازدة شنوأة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله: {أتدعون بعلًا} قال: صنمًا لهم، كانوا يعبدونه في بعلبك، وهي وراء دمشق، فكان بها البعل الذي يعبدونه.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {أتدعون بعلًا} قال: ربا باليمانية يقول الرجل للرجل: من بعل الثوب؟.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قيس بن سعد قال: سأل رجل ابن عباس رضي الله عنه عن قوله: {أتدعون بعلًا} فسكت عنه ابن عباس رضي الله عنهما، ثم سأله، فسكت عنه، فسمع رجلًا ينشد ضالة، فسمع آخر يقول: أنا بعلها. فقال ابن عباس: أين السائل؟ اسمع. ما يقول السائل. أنا بعلها. أنا ربها {أتدعون بعلًا} أتدعون ربا.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في قوله: {سلام على إل ياسين} قال: هو إلياس.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك أنه قرأ {سلام على ادراسين} وقال: هو مثل إلياس مثل عيسى، والمسيح، ومحمد، وأحمد، وإسرائيل، ويعقوب.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {سلام على إل ياسين} قال: نحن آل محمد {إل ياسين}.
{وَإِنَّ لُوطًا لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (133)}.
أخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه {إلا عجوزًا في الغابرين} يقول: إلا امرأته تخلفت، فمسخت حجرًا، وكانت تسمى هيشفع.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {إلا عجوزًا في الغابرين} قال: الهالكين {وإنكم لتمرون عليهم} قال: في أسفاركم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة {وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل} قال: نعم. صباحًا ومساء، من أخذ من المدينة إلى الشام أخذ على سدوم قرية قوم لوط.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل} قال: {تمرون عليهم مصبحين} قال: على قرية قوم لوط {أفلا تعقلون} قال: أفلا تتفكرون أن يصيبكم ما أصابهم.
{وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (139)}.
أخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر عن طاوس في قوله: {وإن يونس لمن المرسلين إذ أبق إلى الفلك المشحون} قال: قيل ليونس عليه السلام إن قومك يأتيهم العذاب يوم كذا وكذا.. فلما كان يومئذ، خرج يونس عليه السلام، ففقده قومه، فخرجوا بالصغير، والكبير، والدواب، وكل شيء. ثم عزلوا الوالدة عن ولدها، والشاة عن ولدها، والناقة والبقرة عن ولدها، فسمعت لهم عجيجًا، فأتاهم العذاب حتى نظروا إليه، ثم صرف عنهم. فلما لم يصبهم العذاب، ذهب يونس عليه السلام مغاضبًا، فركب في البحر في سفينة مع أناس، حتى إذا كانوا حيث شاء الله تعالى، ركدت السفينة، فلم تسر فقال صاحب السفينة: ما يمنعنا أن نسير إلا أن فيكم رجلًا مشؤومًا قال: فاقترعوا ليلقوا أحدهم، فخرجت القرعة على يونس، فقالوا: ما كنا لنفعل بك هذا. ثم اقترعوا أيضًا، فخرجت القرعة عليه ثلاثًا، فرمى بنفسه، فالتقمه الحوت قال طاوس: بلغني أنه لما نبذه الحوت بالعراء وهو سقيم، نبتت عليه شجرة من يقطين واليقطين الدباء، فمكث حتى إذا رجعت إليه نفسه يبست الشجرة، فبكى يونس عليه السلام حزنًا عليها، فأوحى الله إليه: أتبكي على هلاك شجرة ولا تبكي على هلاك مائة ألف؟.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: لما بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل قريته، فردوا عليه ما جاءهم به، فامتنعوا منه، فلما فعلوا ذلك أوحى الله إليه: إني مرسل عليهم العذاب في يوم كذا وكذا.. فأخرج من بين أظهرهم، فاعلم قومه الذي وعد الله من عذابه إياهم، فقالوا: ارمقوه فإن هو خرج من بين أظهركم فهو الله كائن ما وعدكم. فلما كانت الليلة التي وعدوا العذاب في صبيحتها، أدلج فرآه القوم، فحذروا فخرجوا من القرية إلى براز من أرضهم، وفرقوا بين كل دابة وولدها. ثم عجوا إلى الله، وأنابوا واستقالوا، فأقالهم وانتظر يونس عليه الخبر عن القرية وأهلها. حتى مر مار فقال: ما فعل أهل القرية؟ قال: فعلوا أن نبيهم لما خرج من بين أظهرهم عرفوا أنه قد صدقهم ما وعدهم من العذاب، فخرجوا من قريتهم إلى براز من الأرض، ثم فرقوا بين كل ذات ولد وولدها، ثم عجوا إلى الله، وتابوا إليه فقبل منهم، وأخر عنهم العذاب. فقال يونس عليه السلام عند ذلك: لا أرجع إليهم كذابًا أبدًا، ومضى على وجهه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن الحارث قال: لما خرج يونس عليه السلام مغاضبًا أتى السفينة، فركبها فامتنعت أن تجري فقال أصحاب السفينة: ما هذا إلا لحدث أحدثتموه! فقال بعضهم لبعض: تعالوا حتى نقترع، فمن وقعت عليه القرعة فالقوه في الماء، فاقترعوا، فوقعت القرعة على يونس عليه السلام، ثم عادوا فوقعت القرعة عليه في الثالثة، فلما رأى يونس ذلك قال: هو أنا، فخرج فطرح نفسه في الماء، فإذا حوت قد رفع رأسه من الماء قدر ثلاثة أذرع، فذهب ليطرح نفسه، فاستقبله الحوت، فإذا هوى إليه ليأخذه، فتحول إلى الجانب الآخر، فإذا الحوت قد استقبله، فلما رأى يونس عليه السلام ذلك عرف أنه أمر من الله، فطرح نفسه، فأخذه الحوت قبل أن يمر على الماء، فأوحى الله إلى الحوت أن لا تهضم له عظمًا، ولا تأكل له لحمًا حتى آمر بأمري بكذا وكذا وكذا... حتى ألزقه بالطين، فسمع تسبيح الأرض، فذلك حين نادى.